{هل أتى على الإنسان} قد أتى على آدم {حين من الدَّهر} أربعون سنةً {لم يكن شيئاً مذكوراً} لأنَّه كان جسداً مُصوَّراً من طينٍ، لا يُذكر ولا يُعرف، ويجوز أن يريد جميع النَّاس، لأنَّ كلَّ أحدٍ يكون عدماً إلى أَنْ يصير شيئاً مذكوراً.{إنا خلقنا الإِنسان} يعني: ابن آدم {من نطفة أمشاج} أخلاطٍ، يعني: ماء الرَّجل وماء المرأة واختلاف ألوانهما {نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً} أَيْ: خلقناه كذلك لنختبره بالتَّكليف والأمر والنَّهي.{إنَّا هديناه السبيل} بيَّنا له الطَّريق {إمَّا شاكراً وإمَّا كفوراً} إنْ شكر أو كفر، يعني: أعذرنا إليه في بيان الطَّريق ببعث الرَّسول آمن أو كفر.